رائدة الفضاء السعودية ريانة برناوي تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأول رائدة فضاء عربية
في إنجاز تاريخي غير مسبوق، حصدت ريانة برناوي اعترافاً من غينيس للأرقام القياسية بوصفها أول رائدة عربية تسافر إلى الفضاء. شاركت برناوي في الرحلة العلمية AX-2 التي انطلقت في 21 مايو 2023، برفقة رائد الفضاء السعودي علي القرني، على متن مركبة من محطة الفضاء الدولية (ISS) انطلقت من كيب كانيفرال بولاية فلوريدا الأمريكية.
ريانة برناوي، الباحثة في العلوم الطبية الحيوية، البالغة من العمر 34 عاماً، كرست مسيرتها للبحث العلمي والتطوير في مجالات الخلايا الجذعية السرطانية. عملت في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وهي تحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة الوراثية وتطوير الأنسجة من جامعة أوتاجو في نيوزيلندا، ودرجة الماجستير في العلوم الطبية الحيوية من جامعة الفيصل.
أجرت برناوي، خلال مهمتها التي تأتي ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء، العديد من التجارب العلمية الرائدة، من بينها دراسة استجابة الخلايا المناعية وتأثير الجاذبية الصغرى على العمليات البيولوجية. وأسهمت هذه التجارب في تعزيز الدور العلمي للسعودية عالمياً، مؤذنة بمرحلة جديدة من الاكتشافات العلمية التي تخدم البشرية.
وفي أول رسالة لها من محطة الفضاء الدولية، خاطبت برناوي العالم بقولها: “هذه الرحلة لا تمثلني وحدي، بل تمثل كل الوطن العربي، وكل السعوديين. نحن نعيش حلمًا كان يبدو مستحيلاً، ولكنه أصبح حقيقة بفضل دعم قيادتنا وحكومتنا وأسرنا”.
خلال رحلتها التي امتدت لعشرة أيام، أجرت برناوي تجارب طبية وأخرى تتعلق بدراسة الخلايا الجذعية وسرطان الثدي، مؤكدة بذلك الدور الريادي الذي تلعبه المملكة في مجال الأبحاث العلمية المتقدمة في الفضاء.
وفي أول رسالة منها بعد وصولها لمحطة الفضاء الدولية، قالت برناوي في مقطع فيديو نشرته الهيئة السعودية للفضاء: “تحيّة طيّبة من الفضاء الخارجي، نحن الآن نعيش حلم ما كنا نتخيل أن يُصبح حقيقة، بدعم من الحكومة، وقيادتنا، وأسرنا، والجميع”.
وأضافت في مقطع فيديو: “الرّحلة لا تمثلني أنا وحدي، لكنها تمثل كل الوطن العربي، وكل السعوديين”.
تم اختيار برناوي ضمن برنامج السعودية لرواد الفضاء الذي انطلق في سبتمبر 2022، وكان قد وقع الاختيار عليها في فبراير 2023 لتكون ضمن الفريق الذي سيسهم في إجراء بحوث علمية تشمل تجارب متعلقة بالخلايا الجذعية وسرطان الثدي.
وقد انطلقت برناوي في رحلتها على متن صاروخ “سبيس إكس فالكون-9″، حيث أطلقت رسالة أمل وإلهام للعالم بقولها:
“المستقبل مشرق للغاية، أحلموا كثيراً، وآمنوا بأنفسكم وبقدرات الإنسانية.”
أما أبرز التجارب العلمية التي نفذتها ريانة خلال مهمتها في الفضاء، فقد شملت:
قياس المؤشرات الحيوية عن طريق الدم: لدراسة تأثير رحلات الفضاء قصيرة المدى على أنسجة الدماغ، ومدى أمان تلك الرحلات للدماغ.
قياس طول التيلومير: لتحديد تأثير الجاذبية الصغرى على طول التيلوميرات المرتبطة بالشيخوخة والأمراض.
قياس الضغط داخل الجمجمة: باستخدام جهاز أوتوماتيكي لقياس الحدقة، لفهم تأثير الفضاء على الضغط الداخلي للجمجمة.
دراسة النشاط الكهربائي للدماغ: باستخدام جهاز متنقل لرصد التغيرات في النشاط الكهربائي للدماغ تحت تأثير الجاذبية الصغرى.
قياس قُطر غلاف العصب البصري: بهدف تحديد التغيرات التي تحدث للعصب البصري خلال مهمات الفضاء.
الإرواء الدماغي: باستخدام تقنية غير جراحية لرصد تدفق الدم في الدماغ أثناء الجاذبية الصغرى.
الاستمطار في الفضاء: دراسة احتمالية استخدام هذه التقنية في بيئات خارج الأرض مثل القمر والمريخ.
تجربة انتشار الألوان السائلة: لدراسة حركة السوائل في الفضاء مقارنة بما يحدث على الأرض.
تجربة الطائرة الورقية الفضائية: لتحليل التأثير الديناميكي للجاذبية الصغرى على سلوك الطائرة الورقية.
أنماط انتقال الحرارة: استكشاف كيفية انتقال الحرارة في بيئة الفضاء، ومقارنتها بما يحدث على الأرض.
تأتي هذه التجارب ضمن سلسلة طويلة من المحاولات العربية لاستكشاف الفضاء، بدءاً بمحاولة العالم المسلم عباس بن فرناس للطيران في القرن التاسع، مروراً بصعود الأمير سلطان بن سلمان على متن مكوك فضائي عام 1985، ورائد الفضاء السوري محمد فارس في رحلة فضائية عام 1987.