ثقافة وأدب وفنون

«عالم نور» مبادرة عربية في المعركة الإلكترونية ضدّ التطرف

لا يزال حجم محتوى التطرّف والتشدّد الديني يتفاقم على الشبكة العنكبوتية، فمنذ سنوات تشكَّل جيش ضخم من المتطرفين الافتراضيين تكاثروا كالفطر، وباتت المعركة الآن على الإنترنت بعدما كانت في الميدان كما قالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي الشهر الماضي. هذا الأمر بات يرعب حكومات الدول الكبرى وعلى رأسها بريطانيا التي شهدت أخيراً جدلاً واسعاً حول كيفية التعامل مع المواد التي تبث على مواقع الشبكة الدولية للمعلومات الإنترنت، وتحوي مضموناً «إرهابياً». وطالبت مجموعة الدول السبع المواقع الإلكترونية الضخمة مثل فايسبوك وغوغل ببذل المزيد من أجل كبح أي محتوى متطرف على شبكة الإنترنت.

وتعد غوغل التي تمتلك يوتيوب وفايسبوك الذي يمتلك «واتس آب» علاوة على تويتر، من بين المواقع الكبرى التي تواجه ضغوطاً حكومية لمنع أي محتوى «إرهابي». وفي هذا السياق، تنبّه فايسبوك أخيراً ومتأخراً طبعاً لهذه الظاهرة خصوصاً أنه موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية عالمياً، وأطلق في 23 حزيران (يونيو) الماضي، حملة في بريطانيا لمناهضة التطرف على الإنترنت.

وأكد الموقع أنه سيحاول تفسير كيفية محاربة خطاب الكراهية للمؤسسات الخيرية ومنظمات أخرى، في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شهدتها في 2017 بلجيكا وبريطانيا وفرنسا. وكما أعلن فايسبوك أن مبادرة «أون لاين سيفيل كاريج» ستكون بمثابة منتدى للجمعيات الخيرية وبعض المنظمات غير الربحية لمشاركة خبراتها حول التطرف وتطوير «الممارسات الأفضل» في حل المسألة، وأن هناك مشاريع للمبادرة في فرنسا وألمانيا.

المجموعات والأحزاب المتطرفة، وخصوصاً «داعش» المتقهقر في الموصل وفي مناطق كثيرة في سورية اليوم، قد تعود غداً بقوة أكبر من خلال الإنترنت. وهذا ما يمكن استنتاجه من خلال البحث الذي أعدّه مركز الأبحاث الدينية والجيوسياسية في بريطانيا والذي توصّل الى أن حجم المحتوى «المتطرف» على محركات البحث في الإنترنت يتسع ويتزايد ويصبح أكثر سيطرة من ذي قبل. ويشير البحث إلى أن المحتوى الذي تبثه الحكومة البريطانية وتعتبره «معادياً للتطرف» لا يمثل إلا نحو 5 في المئة من العينة التي حلّلت عشوائياً لتكون معبرة عن طبيعة محتوى الإنترنت.

هذا في بريطانيا، لكن ماذا يفعل العرب حيال التطرف؟ ما هي خطّتنا لمواجهة المعركة الجديدة الافتراضية بعيداً من المعارك العسكرية على الأرض؟ يبدو أن المبادرات لا تزال في منطقتنا فردية في مواجهة التطرف الافتراضي الذي يغزو العالم. ومن هذه المبادرات صفحة «عالم نور» على فايسبوك وتويتر وإنستغرام. وهي مجموعة رسائل تبثّ في شكل يومي في صور ورسوم وأفلام رسوم متحركة قصيرة، تحمل لواء الفكر المعتدل والانفتاح على الآخر والحوار، لترفع مستوى الوعي في مواجهة التقوقع والفكر المتطرّف.

وتحاول تلك الأفلام البسيطة تعزيز الوعي في شكل غير مباشر لدى الكبار والصغار والشباب ممن يوجدون على الشبكة العنكبوتية، بأهمية نبذ العنف والتسلّط والديكتاتورية والطائفية، ومواجهة الكره بالسلام وكمّ الأفواه بالحوار وحرية الرأي وفرض التسلط بالنقاش والسيف بقلم رصاص… هذا القلم هو أداة الشاب نور كي لا نقول سلاحه. فهو وفق ما نرى منذ أن أنشئت الصفحة في شباط (فبراير) الماضي، يحارب السلاح وفكره وما ينتج منه من بغض وحروب وتهجير. لذا نرى قلم الرصاص الذي تتأرجح قيمته الفنية بين عمل وآخر بين بديهية وذكية، يرافقه في كل فيديو وفي كل رسم لينتصر فيه على السيف والرصاص.

تتناول مجموعة أفلام عالم نور التي تشهد رواجاً متزايداً، يوميات نور في الحي والجامعة وبين الجيران والأقارب والأصدقاء. هي أشبه بدفتر مذكرات شاب يواجه صعوبات الحياة في الشارع وفي البيت وفي أماكن وجوده، في وقت حساس ودقيق يشهد تحوّلات خطيرة ومتسارعة عصية على الفهم. يحاول نور أن يصوّر واقعه في شكل بسيط وفني. يطرح أفكاراً آنية واقعية يتشابك فيها السياسي بالديني وبالاجتماعي وبالتربوي أحياناً، ويقدمها بطريقة تناسب أكبر شريحة من المتصفحين. وهو اختار وسائل تفاعلية يمكنه من خلالها أن يسمع صدى الجمهور الذي يشاهد أفلامه ويناقش معه قضايا يعيشها مثله كتحريم الموسيقى والتلفزيون واختلاط النساء بالرجال والزينة وكرة القدم وغيرها من الأمور التي طرأت على المجتمعات التي احتلتها مجموعات إرهابية خصوصاً في سورية والعراق.

نور كما يسمي نفسه، على الأرجح أنه ليس وحده إذ إن هذا الجهد الذي يظهر في الأفلام والرسوم يحتاج الى فريق عمل كامل يطرح أفكاراً ويناقشها ويسهر على تنفيذها، كما يحتاج الى منتج مؤمن بمحاربة التطرف والجهل. وهو يحاول أن يكون مرّة راوياً موضوعياً لما يحصل في محيطه حيث يسيطر داعش أو يتحكم، ومرّة يكون البطل الذي يحارب جاره المزعج ظالم (يمثّل قوى الظلام المتطرفة)!

ويتدرج دور نور في أفلامه ورسومه من البطل إلى المصلح الاجتماعي. وهذه الأفلام تتابع الأحداث الجارية على ما يبدو على أرض المعركة العسكرية، ففي 12 تموز (يوليو) الجاري، صارت أفلامه تنتقد فرض القيود على الثياب وعدم إقامة الأعراس والحفلات ومنع الموسيقى وغيرها من الأمور التي يفرضها «داعش» في المناطق التي يسيطر عليها، وبات نور يصوّر أفلاماً تهزأ من هزيمة «داعش» في الموصل على ما يبدو. فهو نشر أخيراً فيديو بعنوان «استمع الى أبو مطرقة، أبو الغضب، ظالم، ودعبوش يندبون حظهم»… في إشارة الى انتصار عالم نور على التطرف والعنف وعلى المتسلطين وتهديداتهم بالقتل وقطع الرؤوس.

وتعد غوغل التي تمتلك يوتيوب وفايسبوك الذي يمتلك «واتس آب» علاوة على تويتر، من بين المواقع الكبرى التي تواجه ضغوطاً حكومية لمنع أي محتوى «إرهابي». وفي هذا السياق، تنبّه فايسبوك أخيراً ومتأخراً طبعاً لهذه الظاهرة خصوصاً أنه موقع التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية عالمياً، وأطلق في 23 حزيران (يونيو) الماضي، حملة في بريطانيا لمناهضة التطرف على الإنترنت.

وأكد الموقع أنه سيحاول تفسير كيفية محاربة خطاب الكراهية للمؤسسات الخيرية ومنظمات أخرى، في أعقاب الهجمات الإرهابية التي شهدتها في 2017 بلجيكا وبريطانيا وفرنسا. وكما أعلن فايسبوك أن مبادرة «أون لاين سيفيل كاريج» ستكون بمثابة منتدى للجمعيات الخيرية وبعض المنظمات غير الربحية لمشاركة خبراتها حول التطرف وتطوير «الممارسات الأفضل» في حل المسألة، وأن هناك مشاريع للمبادرة في فرنسا وألمانيا.

المجموعات والأحزاب المتطرفة، وخصوصاً «داعش» المتقهقر في الموصل وفي مناطق كثيرة في سورية اليوم، قد تعود غداً بقوة أكبر من خلال الإنترنت. وهذا ما يمكن استنتاجه من خلال البحث الذي أعدّه مركز الأبحاث الدينية والجيوسياسية في بريطانيا والذي توصّل الى أن حجم المحتوى «المتطرف» على محركات البحث في الإنترنت يتسع ويتزايد ويصبح أكثر سيطرة من ذي قبل. ويشير البحث إلى أن المحتوى الذي تبثه الحكومة البريطانية وتعتبره «معادياً للتطرف» لا يمثل إلا نحو 5 في المئة من العينة التي حلّلت عشوائياً لتكون معبرة عن طبيعة محتوى الإنترنت.

هذا في بريطانيا، لكن ماذا يفعل العرب حيال التطرف؟ ما هي خطّتنا لمواجهة المعركة الجديدة الافتراضية بعيداً من المعارك العسكرية على الأرض؟ يبدو أن المبادرات لا تزال في منطقتنا فردية في مواجهة التطرف الافتراضي الذي يغزو العالم. ومن هذه المبادرات صفحة «عالم نور» على فايسبوك وتويتر وإنستغرام. وهي مجموعة رسائل تبثّ في شكل يومي في صور ورسوم وأفلام رسوم متحركة قصيرة، تحمل لواء الفكر المعتدل والانفتاح على الآخر والحوار، لترفع مستوى الوعي في مواجهة التقوقع والفكر المتطرّف.

وتحاول تلك الأفلام البسيطة تعزيز الوعي في شكل غير مباشر لدى الكبار والصغار والشباب ممن يوجدون على الشبكة العنكبوتية، بأهمية نبذ العنف والتسلّط والديكتاتورية والطائفية، ومواجهة الكره بالسلام وكمّ الأفواه بالحوار وحرية الرأي وفرض التسلط بالنقاش والسيف بقلم رصاص… هذا القلم هو أداة الشاب نور كي لا نقول سلاحه. فهو وفق ما نرى منذ أن أنشئت الصفحة في شباط (فبراير) الماضي، يحارب السلاح وفكره وما ينتج منه من بغض وحروب وتهجير. لذا نرى قلم الرصاص الذي تتأرجح قيمته الفنية بين عمل وآخر بين بديهية وذكية، يرافقه في كل فيديو وفي كل رسم لينتصر فيه على السيف والرصاص.

تتناول مجموعة أفلام عالم نور التي تشهد رواجاً متزايداً، يوميات نور في الحي والجامعة وبين الجيران والأقارب والأصدقاء. هي أشبه بدفتر مذكرات شاب يواجه صعوبات الحياة في الشارع وفي البيت وفي أماكن وجوده، في وقت حساس ودقيق يشهد تحوّلات خطيرة ومتسارعة عصية على الفهم. يحاول نور أن يصوّر واقعه في شكل بسيط وفني. يطرح أفكاراً آنية واقعية يتشابك فيها السياسي بالديني وبالاجتماعي وبالتربوي أحياناً، ويقدمها بطريقة تناسب أكبر شريحة من المتصفحين. وهو اختار وسائل تفاعلية يمكنه من خلالها أن يسمع صدى الجمهور الذي يشاهد أفلامه ويناقش معه قضايا يعيشها مثله كتحريم الموسيقى والتلفزيون واختلاط النساء بالرجال والزينة وكرة القدم وغيرها من الأمور التي طرأت على المجتمعات التي احتلتها مجموعات إرهابية خصوصاً في سورية والعراق.

نور كما يسمي نفسه، على الأرجح أنه ليس وحده إذ إن هذا الجهد الذي يظهر في الأفلام والرسوم يحتاج الى فريق عمل كامل يطرح أفكاراً ويناقشها ويسهر على تنفيذها، كما يحتاج الى منتج مؤمن بمحاربة التطرف والجهل. وهو يحاول أن يكون مرّة راوياً موضوعياً لما يحصل في محيطه حيث يسيطر داعش أو يتحكم، ومرّة يكون البطل الذي يحارب جاره المزعج ظالم (يمثّل قوى الظلام المتطرفة)!

ويتدرج دور نور في أفلامه ورسومه من البطل إلى المصلح الاجتماعي. وهذه الأفلام تتابع الأحداث الجارية على ما يبدو على أرض المعركة العسكرية، ففي 12 تموز (يوليو) الجاري، صارت أفلامه تنتقد فرض القيود على الثياب وعدم إقامة الأعراس والحفلات ومنع الموسيقى وغيرها من الأمور التي يفرضها «داعش» في المناطق التي يسيطر عليها، وبات نور يصوّر أفلاماً تهزأ من هزيمة «داعش» في الموصل على ما يبدو. فهو نشر أخيراً فيديو بعنوان «استمع الى أبو مطرقة، أبو الغضب، ظالم، ودعبوش يندبون حظهم»… في إشارة الى انتصار عالم نور على التطرف والعنف وعلى المتسلطين وتهديداتهم بالقتل وقطع الرؤوس.

زر الذهاب إلى الأعلى