دراسة سعودية: الاستقرار المالي سبب في التماسك الأسري
كشفت دراسة حديثة تكشف العلاقة العميقة بين “الرضا المالي والاستقرار الأسري”، مسلطة الضوء على تأثير الاستقرار المالي والرضا المادي على تماسك الأسر وسلامة العلاقات بين أفرادها.
وتوضح الدراسة التي أعدتها الباحثة نورة محمد الصمعاني، من جامعة الإمام محمد بن سعود، أن الوضع المالي المستقر يسهم في خلق بيئة أسرية إيجابية، بينما يؤثر الضغط المالي سلبًا، مما يؤدي إلى توتر العلاقات وزيادة النزاعات داخل الأسرة.
وتعرّف الباحثة الرضا المالي، بأنه الشعور بالقدرة على تلبية احتياجات الأسرة دون اللجوء إلى الاقتراض، أو التعرض لضغوط مالية مستمرة، مشيرة إلى أن الأسرة التي تتمتع بالرضا المالي تكون أكثر تماسكًا وأقل عرضة للخلافات، وتكشف الدراسة أن 80% من الأسر التي تنعم باستقرار مالي عالٍ تتمتع باستقرار أسري مرتفع.
الرضا المالي والصحة النفسية
وأظهرت نتائج البحث وجود علاقة وثيقة بين الرضا المالي والصحة النفسية لأفراد الأسرة، فالاستقرار المالي يخفف من حدة التوتر ويعزز التواصل الإيجابي داخل الأسرة، وتوضح الأرقام أن 65% من الأزواج الذين يعانون من ضغوط مالية متكررة يواجهون صعوبات في التفاهم والتواصل.
ورغم أهمية الدخل المرتفع لتحقيق الرضا المالي، إلا أن التخطيط السليم وإدارة الموارد هما الأساس الحقيقي، وتشير الدراسة إلى أن الأسر ذات الدخل المتوسط التي تتبع خططًا مالية مُحكمة تتمتع برضا مالي أعلى مقارنة بأسر ذات دخل مرتفع لكنها تفتقر للتخطيط، وبحسب الدراسة، فإن 70% من الأسر التي تضع ميزانية وتنظم مصروفاتها تشعر برضا مالي أكبر واستقرار أسري أقوى.
وأظهرت نتائج استبيان شمل 500 عائلة في السعودية، توزعت نتائجه بوجود 60% من الأسر التي تتمتع بوضع مالي مريح تحقق استقرارًا أسريًا ملحوظًا، و 30% من الأسر التي تواجه تحديات مالية بسيطة تحافظ على مستوى معقول من الاستقرار الأسري، و 10% من الأسر التي تعاني من ضغوط مالية شديدة تعيش حالة من عدم الاستقرار الأسري.
ضعف التخطيط المالي
وتشير الدراسة إلى أن ضعف التخطيط المالي وارتفاع تكاليف المعيشة يمثلان أبرز التحديات التي تهدد رضا الأسر المالي، تزداد هذه الضغوط مع انتشار القروض الاستهلاكية والالتزامات المالية المتعددة، مما يبرز أهمية التثقيف المالي في تحسين مستوى الرضا المالي لدى الأسر.
وبناءً على نتائج الدراسة، قدمت الباحثة نورة الصمعاني عدة توصيات لدعم الأسر وتحسين رضاها المالي، منها التثقيف المالي: تعزيز الوعي حول التخطيط المالي وإدارة الموارد، والدعم المالي الحكومي بتوفير برامج دعم للأسر محدودة الدخل لتخفيف العبء المالي، وكذلك التشجيع على الادخار وتعزيز ثقافة الادخار وإطلاق برامج تدير النفقات بحكمة، وأهمية برامج الاستشارية المالية في توفير استشارات مالية لدعم الأسر في تحسين وضعها المالي.
كما يؤكد البحث أن الرضا المالي يلعب دورًا محوريًا في استقرار الأسر، ما يجعله عنصرًا أساسيًا لتعزيز تماسك العلاقات الأسرية وسلامة البيئة المنزلية.
المصدر : العربية