مجمع الملك سلمان يواكب التطورات الرقمية عبر “مركز ذكاء العربية”
مع التطور السريع للتقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، أصبحت الحاجة ملحةً لتطوير أدوات وحلول تقنية تدعم اللغة العربية، وتضمن حضورها القوي في العالم الرقمي، وفي إطار هذا التوجه أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية مركز (ذكاء العربية)؛ ليكون منارةً للابتكار والتطوير في حوسبة اللغة العربية، بمبادرات رائدة تعزز حضور اللغة في المجالات التقنية؛ تماشيًا مع رؤية السعودية 2030.
ويُعد “معجم الرياض للغة العربية المعاصرة” إحدى أهم المبادرات التي أطلقها المركز؛ فهو الأغنى -بين المعاجم- في المفردات والتراكيب المعاصرة التي يحتاج إليها الناطقون باللغة العربية؛ إذ يحتوي على أكثر من 120 ألف مدخل رئيس، و145 ألف معنى، و35 ألف مترادف ومتضاد، مدعومًا بأمثلة توضيحية تسهّل فهم المحتوى اللغوي، ويعتمد المعجم على الذكاء الاصطناعي لاستخراج الأشكال المختلفة للكلمات، وهو معجم رقمي متكامل مبني على معيار (LMF) العالمي، ويتميز بسهولة الوصول إليه عبر الأجهزة الذكية.
أما منصة (سِوَار) للمعاجم الرقمية، فتُعد حلًّا رقميًّا مبتكرًا يهدف إلى جمع أكبر عدد ممكن من المعاجم العربية في مكان واحد وتنظيمها؛ حيث تتضمن أكثر من 16 معجمًا رقميًّا، وأكثر من 330 ألف مدخل معجمي، و340 ألف معنى، وتسهّل المنصة عمليات البحث المتقدم باستخدام الذكاء الاصطناعي؛ مما يساعد في تسريع تأليف المعاجم وتحسين دقة البحث اللغوي.
وفي إطار تعزيز الدور البحثي والتقني للغة العربية، يأتي مؤشر (بَلْسَم)؛ لتقييم تقنيات الذكاء الاصطناعي للغة العربية، ويُركز المؤشر على جمع مجموعات بيانات عالية الجودة؛ لتقييم أداء نماذج اللغة في مهام معالجة اللغة الطبيعية، ويسهم في تحسين دقتها للباحثين والشركات الناشئة، لا سيما أنه يحتوي على أكثر من 1400 مجموعة بيانات، تشمل 50,000 سؤال، وتغطي 69 مهمةً متنوعةً.
وتُعد منصة (فَلَك) للمدونات اللغوية جزءًا أساسيًّا من جهود مركز (ذكاء العربية) لتعزيز الأبحاث اللغوية؛ إذ تحتوي على أكثر من مليار ونصف مليار كلمة، و12 مدونة لغوية، وتوفر أدوات حاسوبية متقدمة لتحليل البيانات ودراسة الظواهر اللغوية؛ للإسهام في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحسين النماذج اللغوية المستخدمة.
ومن مخرجات المركز أيضًا مدونة (أَصْوَات)، وهي مبادرة فريدة لتسجيل مقاطع صوتية من مختلف اللهجات السعودية، وتوفر المدونة بيانات لغوية غنية تساعد في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالتعرف على اللهجات، والنطق الصحيح، وتضم المدونة 2500 ساعة مسجلة من 40 لهجةً موزعةً على مناطق المملكة لفهم أعمقَ للهجات المحلية.
ويأتي (برمجان العربية) بوصفه تحدّيًا تقنيًّا عالميًّا، يهدف إلى استقطاب الكفايات التقنية واللغوية من أنحاء العالم؛ لتطوير حلول تقنية مبتكرة تخدم اللغة العربية، وقد شهدت نسختا البرمجان مشاركة أكثر من 1500 مشارك من 40 دولةً، واشتملت المشاركات على 125 فكرةً ونموذجًا أوليًّا، وهو ما من شأنه تطوير التقنيات الحاسوبية المتعلقة باللغة العربية.
ومن المؤكد أن مبادرات مركز (ذكاء العربية) تشكل قفزةً نوعيةً لتمكين اللغة العربية من التفاعل مع التقنيات الحديثة؛ إذ لا يقتصر دورها على الحفاظ على اللغة، بل تسعى لجعلها لغةً رقميةً حيةً قادرةً على المنافسة في شتى المجالات التقنية والبحثية.
المصدر : العربية