التكنولوجياسلايد 1

أثارت التساؤلات.. ما سر انشطار “صخرة تيماء” الشهيرة؟

ما زالت “الصخرة المشطورة” المعلم التاريخي والطبيعي غرب منطقة جبل النصلة، جنوب محافظة تيماء السعودية، تثير الكثير من الإعجاب والتساؤلات، رغم شهرة هذه الصخرة المشطورة إلى نصفين بفعل عوامل الزمن.

في الوقت نفسه، ما زال نشطاء التواصل والمهتمون الجيولوجيون يعيدون بين الفينة والأخرى الاهتمام بها، ومحاولة سد أغوارها، وينشرون صورها مقدمين روايات كثيرة عن نشأتها وتاريخها وحاضرها.

هذا وتقع “الصخرة المشطورة” بحوالي 250 كلم عن منطقة تبوك شمال السعودية، وطولها تقريباً 8 أمتار وتختلف القواعد عندها، فهناك الصغيرة في الجهة اليسرى والكبيرة في الجهة اليمنى، وبها عدد من الرسوم والنقوش الأثرية الثمودية التي تعود إلى ما يقارب 3000 عام، وتظهر كيف كان السكان هناك يعيشون قديماً.

من جهته كشف الباحث الجيولوجي السعودي الدكتور عبد العزيز بن لعبون، في فيديو مصور نشره عبر صفحته على موقع “تويتر”، كيف انقسمت “صخرة تيماء” التي يزيد عمرها عن 400 مليون سنة، وكيف حدث هذا الانقسام الدقيق الغريب بهذه الصورة، وقال إن النصلة هي عبارة عن جبل منفرد عن جبل قريب منها، وتسمى النصلة نسبة لسلسلة الجبال القريبة منها، إلا أنها تتميز بأن الجبل القريب منها سمي نسبة لها.

وعن العمر الجيولوجي للنصلة، قال: “تقع ضمن منظومة متكونات صخرية تعرف جيولوجيا بالشق والشقري والعلا وساكن، وهي طبقات سميكة من أحجار الرمل تكونت أو ترسبت قبل حوالي 542 مليون سنة إلى 488 مليون سنة، وحصل الفصل بين الصخرتين منذ زمن قديم، لتدلل أنه لا توجد هناك رسمة في الجهة اليمنى متصلة بالجهة اليسرى، وكل جهة رسوماتها بذاتها، فهي قبل أن يبدأ الإنسان القديم بالرسم عليها، وإذا ما قدرنا عمر هذه الرسومات بما لا يقل عن 15 ألف سنة، أو قبلها”.

كما أوضح الباحث بن لعبون أبعاد الصخرة المشطورة: “يبلغ طولها تقريبا 8 أمتار، وتتربع على قاعدتين تحملان الصخرتين، فهناك القاعدة الصغيرة في الجهة اليسرى، وهي ضعيفة، والقاعدة الكبرى في الجهة اليمنى وهي القوية، ويوجد عدد من الرسوم والنقوش الأثرية الثمودية التي تعود إلى آلاف السنين وتظهر كيف كان السكان هناك يعيشون قديماً في المنطقة، فالكتابات على هذه الصخرة العجيبة وصور حيوانات وطيور وزواحف متعددة الأشكال عليها، كانت تستخدم كعلامات للقوافل والسائرين، وتعريفاً بالوديان والسهول، مما يجعلها واحدة من أجمل المزارات السياحية بالسعودية”.

وأضاف: “الإنسان القديم عرف أهمية هذه النصلات واستفاد واستغل من الأوجه الملساء برسومات صخرية تعبر عن حياته المعيشية أو العقيدية والحياة الفطرية نباتية أو حيوانية، والغريب فيها والذي لفت انتباه الناس إليها، أنها صنعت وشقت إلى شقين، وبإمعان النظر إلى الصخرة، نجد أن لها جانبا أيمن وأيسر، وأن الجانب الأيسر يرتكز على قاعدة أضعف من تلك التي في الأيمن”.

موضحاً “أن التفسير يؤكد وجود زحزحة بسيطة بين الجانبين، وهذه الزحزحة أدت إلى حركة فصلت الكتلة إلى جزئين، دون سقوط أي الكتلتين”.

المصدر: العربية نت

زر الذهاب إلى الأعلى