نيوم والجبيل الصناعية تتجهان لمراحل شاسعة من التلاقي والتكامل والشراكة في المشروعات

تتجه مدينتا نيوم والجبيل الصناعية لمراحل شاسعة من التلاقي والتكامل والشراكة ونقل جوانب من تجربة الهيئة الملكية للجبيل وينبع الناجحة في تخطيط وبناء وإدارة أكبر المدن الصناعية النموذجية المتكاملة في العالم، والتي استفاد من تجاربها ونهج نهجها عدة مدن صناعية في دول الخليج العربي ودول آسيوية. في وقت قرر مسؤولو مدينة نيوم بمشروعاتها العملاقة المتنوعة المقدر حجم استثماراتها بقيمة 1,9 تريليون ريال (500 مليار دولار) ضرورة الاستفادة من ثروة الخبرات الريادية للهيئة الملكية ولا سيما ذات الصلة بمشروعات نيوم التكنولوجية والهندسية الصناعية والتنموية الحضارية والمختصة بمستقبل الطاقة والمياه والنقل والتقنيات الحيوية والعلوم التقنية والرقمية ومستقبل التصنيع المتطور ومستقبل الإعلام والإنتاج الإعلامي ومستقبل الترفيه والمعيشة والغذاء الذي يمثل الركيزة الأساسية لباقي القطاعات.

ونفذ المدير العام لإدارة التنقل بمشروع نيوم أ. شون كيلي والوفد المرافق له زيارة استطلاعية عن كثب لمدينة الجبيل الصناعية بهدف اكتشاف مؤشرات ومعايير تجربة الهيئة الملكية في إنشاء وتشغيل وتطوير مدينة الجبيل الصناعية، التقى خلالها بالرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بالجبيل بالنيابة م. عدنان بن عايش العلوني الذي كشف عن الأسس التي ساعدت الهيئة الملكية على تنفيذ مهامها بنجاح بفضل ما أوكلت لها من بناء مدينتين صناعيتين بترولية بتروكيميائية بكامل الصلاحيات والقرارات والمرجعية الواحدة والتي أسهمت بسرعة فائقة لبلوغ المملكة المراتب الأولى عالمياً في صناعة الطاقة ومشتقاتها.

وأشار إلى قوة الثقة التي وضعتها حكومة المملكة بالهيئة الملكية لتوكل إليها مجدداً إدارة مدينة رأس الخير التعدينية ومدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية لتواصل الهيئة الملكية مسيرتها التنموية المعززة للاقتصاد الوطني بكل اقتدار محققة رقماً فلكياً في حجم الاستثمارات في مدنها الأربعة بأكثر من 1,25 تريليون ريال، لتعلن مضيها في رحلة التريليون ريال الثانية والتأهب للثالثة في ظل ضخامة مشروعاتها التي تطلبت بناء الجبيل2 وينبع2 لاستيعاب الثورة الصناعية النفطية التكريرية الكيميائية التعدينية التي تخوضها المملكة الآن.

من جهته، قال المدير العام لإدارة التنقل بمشروع نيوم أ. شون كيلي: «إننا قمنا بهذه الزيارة للاستفادة من التجربة العملية للهيئة الملكية بالجبيل في إدارة المدن الصناعية بما سيعود علينا بالفائدة في مجال عملنا بمشروع نيوم». كما نوه بما شاهده من تمازج فريد في قوة المشروعات الصناعية العملاقة البترولية والبتروكيميائية ومرافقها مع قوة وضخامة المشروعات التنموية العمرانية السكنية والسياحية الترفيهية.

كما لفت انتباهه القدرة الهائلة لأبناء الوطن بدرجة امتياز على بناء مدينة الجبيل الصناعية التي وصفت كأكبر صرح هندسي شيده الإنسان، في وقت تجلى التميز والإبداع في جودة المشروعات من التخطيط والدراسات الهندسية وإعداد المواصفات والمعايير الفنية وجدولة المشروعات مروراً بالتنفيذ والإنشاء ثم الاستلام والمراجعة ثم التشغيل والمتابعة والصيانة، وقد أثمرت هذه المنهجية الدقيقة عن العديد من المشروعات المتطورة من تجهيزات أساسية وثانوية ومرافق وخدمات ومبانٍ إدارية وسكنية تقف شامخة على أرض الجبيل الصناعية، كل ذلك يتم مواكباً لأحدث المعايير العالمية وبدقة وجودة عالية، وتفخر الهيئة الملكية بالجبيل بنقل خبراتها وتجاربها للجهات الحكومية ودعمها بمنهجيتها وخططها ومعاييرها ومواصفاتها في تنفيذ مشروعاتها الصناعية والسكنية.

وأضاف مسؤول النقل في نيوم أن وفده تعرف على مراحل تأسيس الهيئة الملكية بالجبيل والدور الذي لعبته في تنويع مصادر الدخل الوطني من خلال إنشاء مدينة صناعية في شرق المملكة جلبت العديد من الصناعات المختلفة مما ساعد في جلب رؤوس الأموال وتوطين الخبرة والتقنية ورفع كفاءة الكوادر السعودية في مجال عملها، والاستفادة من العروض الفنية التي تلخص تجربة الهيئة الملكية من قطاعي الشؤون الفنية وتطوير الاستثمار.

يشار إلى أن الهيئة الملكية بالجبيل تفاخر بتحقيقها التنوع الاقتصادي المنشود للمملكة من خلال دعمها كفاءة الإنتاج الصناعي ومنافسته إقليمياً وعالمياً، وذلك وفق استراتيجيتها ورؤيتها الطموحة بأن تكون الخيار الأفضل للمستثمرين في صناعة البتروكيميائيات والصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة والمساهم الرئيس في النمو بالمملكة، لتكون بذلك رائدة منذ تأسيها قبل 43 عاماً في جذب الاستثمارات العالمية وتوفيرها مناخاً استثمارياً فريداً، يتمتع ببنية تحتية قوية وخدمات مكتملة وتسهيلات وحوافز مجدية، وفق خطة عامة تهتم بكل جوانب التنمية، أعدتها الهيئة الملكية بالجبيل لضمان دقة التنفيذ وجودة المخرجات ولتكون المدينة مثالاً يحتذى به، وجعلها محط أنظار العالم ومقصداً للمستثمرين المحليين والأجانب.

(الرياض)