أخبار

“أم راكان”.. تبسط السدو في معرض “صنع في السعودية”

في مناسبة تضج زواياها بالصناعات المتقدمة والمختلفة، حطت بدرية المطيري رحالها بين أروقة معرض “صنع في السعودية” الذي يجمع 150 علامة تجارية وطنية، لتكون نافذة على عصر ماضٍ امتهن صناعة الحرف اليدوية، وشرّع للأجيال اللاحقة أبواب التطور.

المطيري التي شهدت عصراً تولت فيه الأمهات الصناعة التقليدية، تحدثت إلى “العربية.نت” مؤكدة أن رسالتها منذ اهتمامها بهذا المجال قبل 35 سنة، أن تخبر العالم عن إمكانيات المرأة السعودية التي استطاعت أن تشيد “بيوت الشعر” وتطرز وتنسج ضرورات أفراد الأسرة.

الصوف والسدو
الصوف والسدو

فنون السدو

وأكملت بقولها: “نسعى من خلال مشاركتنا في هذا المعرض إلى تفريج الناس على الحِرف التقليدية، مثل السدو، والتطريز، والقط العسيري، والنحت على الخشب، غير أن بعض هذه الفنون أدرجت في قائمة اليونسكو، وتواجدي مع الحرفيات في سبيل تبديد ما تجهله الأجيال الناشئة، وسرد معيشة الأجداد”.

وتتكفل النساء بصناعة السدو والتطريز مثل ما أبصرت “أم راكان”، وأردفت بحديثها: “أهالينا بدو رُحل، عشنا في الصحراء وأثبتت الفتيات جدارتهن آنذاك، إذ صنعن هذه المنتوجات من أجل الاستهلاك وليس بغرض التجارة، فالسدو كنا نستخدمه ببيوت الشعر، حيث يُجز صوف الغنم، يلي ذلك تنظيفه وإخراج الشوك منه، ونفعل ذلك ونحن صغار”.

هكذا تقوم أم راكان بصناعة السدو
هكذا تقوم أم راكان بصناعة السدو

السدو والصغار

فيما تتغلغل البهجة عند الفتيات الصغار عند إيعاز مهام صناعة السدو لهن، مثلما تذكر المطيري التي تبرم الصوف ثم تنظفه بـ”الكرداش”، وتقول: الفتاة الجيدة هي التي تكمل المهمة وتصنع “الدِرجة”، ثم بعد ذلك يطرح الصوف لنسجه، وتنقش المرأة عليها بعض الصور والرموز التي تعكس حياة البدوي في حِله وترحاله، مثل الشجرة والعويرجان والمدخر”.

وتأخذ المرأة وقتاً في صناعة السدو، وبحسب ما أفادت “أم راكان” فإن المدة تصل إلى شهرين إذا كانت ذو قدرات جيدة، وبعضهن يستغرقن أربعة أشهر، يحكمون الرجال على قدرة المرأة في الصناعة اليدوية من خلال بيت الشعر، إذا رأوه مصنوعا جيداً يذكرونها بالمديح والثناء.

وأشارت في ختام حديثها: “العمل اليدوي يغير حالة الإنسان، ويحسن حالته المزاجية والنفسية، فالحرف تمتص المشاعر السلبية وتشغل الإنسان وتنفعه، ولذلك نحاول نقله وتعليمه للفتيات”.

المصدر : العربية

زر الذهاب إلى الأعلى